د.سيد (نصر برشومي)'s Reviews > قصص
قصص
by
by

د.سيد (نصر برشومي)'s review
Dec 31, 2018
Read 2 times. Last read December 20, 2018 to December 31, 2018.
في صالة منزلنا القديم
تستند رضا إلى الباب الموارب وتقول لي
تحيرني قصص بورخس يا صديقي
لا تمنحك شيئا تستند إليه
تأخذك لقلب متاهة مغناطيسية
وحيدا... تائها... في عالم مغلق بلا أبواب
لا يراه غيره... يدور بورخس
معه مكتبته العابرة للقارات
أفكاره التي لا يلتقطها القارئ وإن شعر بها تزن في المجال المحيط براسه
تجريد تموت فيه حدوتة الإنسان... وتنطلق الكتابة متخطية التوقع، جارفة المألوف لعجائبية نسقها هو نفسه نسق المألوف
الحق اقول لك أنا أفضل ماريو بارغس يوسا لأنه يأخذنا معه لحياة الناس في شوارع ليما
وأنت تحب بورخيس يا برشومي
صوت رضا الذي سمعته في أجمل لحظات الواقع
وهي واقفة في المكان نفسه
تتغير الأزياء... مرة بزي مدرسة ثانوي الكحلي والقميص الأبيض... مرة بالفستان الأخضر في العيد... مرة بالكاجوال وهي في طريقها للجامعة
ملامحها لم تتغير... ونغمة صوتها... تتردد في موجات نفسي...
في الحلم
في الصمت
في رائحة الكتب... وحفيف الورق
وحنين الصفحات لنظرة ترى سطورها...
مع ذلك لا أكاد أميز بين صوتها القيثاري الضاحك...
وصوت بثينة المشحون بنغمة الكلارنيت الشبيهة بالجاكت العاجي الذي تكتفي بحمله على يدها في عز برد يناير
مع ان بثينة تناديني نصر فقط ولم تقل لي برشومي أبدا...
صوت رضا يتردد في نفسي... مع الناس... وفي وحدتي التي أكاد أرى فيها كل ما قرأناه معا... هنا... في صالتنا التي لم اذهب إليها من زمان
وهناك حيث كنت... واكون بمشاعري الآن
كلما ذهبت لحدبقة الأسماك... في تلك الغابة التي أمضيت فيها إجازات الطفولة
ذبذبات صوتها تلون مياه الحوض بالأخضر الفستقي... تسبح المعاني في موجة الود الصامت
لا أذكر أنني ذهبت لحديقة الأسماك من سنين
الآن... نحن هناك... معنا بورخيس... يقول إنه رأى هذه السمكة نفسها في حوض ناقد أدبي ببيونس أيرس...
كافكا ينظر إليها بتوجس ويقول إنها نفسها الناقد الأدبي ذاته...
بثينة هي التي حكت لي عن الحوض الفستقي
والسمكة النمر الوحيدة التي أسمتها بثينة سورمينا على اسم بطلة رواية ساحرات جيتكوفا...
لم تحب رضا كتابة بورخيس...
رضا لا تحب المتاهات...
لا تحب الطرق المتشابهة التي تستهلك وقت الحلم..
الطرق المتكررة والمتعرجة والمتشعبة...
تظنها بداية جديدة...
فتجد نفسك تعود معها للمكان نفسه...
مثل شوارع جاردن سيتي الدائرية...
وشوارع الزمالك المتشابهة...
واهما تستيقظ من حلم فتدخل في حلم آخر... تظن انك في يوتوبيا وأنت في الحارة لم تغادرها... وأنت لم تر يوتوبيا... لم تر إلا رضا... ربما هي لم ترك...
بورخيس...
سترى نفسك في النهر الذي لم تنزله... سترى حدائق وكواكب وصفحات لم تنشر من قاموس لَم يكتب...
بورخيس...
هذه هي الدقاىق الأخيرة من العام...
ستقول لي إنه بدأ في مكان آخر...
ستقول لي بعض الأعوام تعود بالإنسانية للخلف...
ستقول لي رضا هي نفسها بثينة...
وأن حديقة الأسماك مسافة رائعة ظهرت بطريق الخطأ عندما لمست مفتاحا ضائعا من لوحة لاب قديم.
رضا لم تحب بورخيس لأنه لم يحقق لها واقعا تمنته ولا فتح لها أبواب يوتوبيا خيالية بكلمة حب مجانية... لقد تركها في منتصف المسافة تبكي حلما بعين وتتابع دروس الأولاد الذين سيهاجرون ويتركونها بالعين الأخري.
لا يحب بورخيس إلا السارحون في دهاليز الوقت الضائع... تطردهم الكواكب من مجرات الخيال التي تشبه تلك المجرة التي لم تبرح طفولتنا العجوز.
تستند رضا إلى الباب الموارب وتقول لي
تحيرني قصص بورخس يا صديقي
لا تمنحك شيئا تستند إليه
تأخذك لقلب متاهة مغناطيسية
وحيدا... تائها... في عالم مغلق بلا أبواب
لا يراه غيره... يدور بورخس
معه مكتبته العابرة للقارات
أفكاره التي لا يلتقطها القارئ وإن شعر بها تزن في المجال المحيط براسه
تجريد تموت فيه حدوتة الإنسان... وتنطلق الكتابة متخطية التوقع، جارفة المألوف لعجائبية نسقها هو نفسه نسق المألوف
الحق اقول لك أنا أفضل ماريو بارغس يوسا لأنه يأخذنا معه لحياة الناس في شوارع ليما
وأنت تحب بورخيس يا برشومي
صوت رضا الذي سمعته في أجمل لحظات الواقع
وهي واقفة في المكان نفسه
تتغير الأزياء... مرة بزي مدرسة ثانوي الكحلي والقميص الأبيض... مرة بالفستان الأخضر في العيد... مرة بالكاجوال وهي في طريقها للجامعة
ملامحها لم تتغير... ونغمة صوتها... تتردد في موجات نفسي...
في الحلم
في الصمت
في رائحة الكتب... وحفيف الورق
وحنين الصفحات لنظرة ترى سطورها...
مع ذلك لا أكاد أميز بين صوتها القيثاري الضاحك...
وصوت بثينة المشحون بنغمة الكلارنيت الشبيهة بالجاكت العاجي الذي تكتفي بحمله على يدها في عز برد يناير
مع ان بثينة تناديني نصر فقط ولم تقل لي برشومي أبدا...
صوت رضا يتردد في نفسي... مع الناس... وفي وحدتي التي أكاد أرى فيها كل ما قرأناه معا... هنا... في صالتنا التي لم اذهب إليها من زمان
وهناك حيث كنت... واكون بمشاعري الآن
كلما ذهبت لحدبقة الأسماك... في تلك الغابة التي أمضيت فيها إجازات الطفولة
ذبذبات صوتها تلون مياه الحوض بالأخضر الفستقي... تسبح المعاني في موجة الود الصامت
لا أذكر أنني ذهبت لحديقة الأسماك من سنين
الآن... نحن هناك... معنا بورخيس... يقول إنه رأى هذه السمكة نفسها في حوض ناقد أدبي ببيونس أيرس...
كافكا ينظر إليها بتوجس ويقول إنها نفسها الناقد الأدبي ذاته...
بثينة هي التي حكت لي عن الحوض الفستقي
والسمكة النمر الوحيدة التي أسمتها بثينة سورمينا على اسم بطلة رواية ساحرات جيتكوفا...
لم تحب رضا كتابة بورخيس...
رضا لا تحب المتاهات...
لا تحب الطرق المتشابهة التي تستهلك وقت الحلم..
الطرق المتكررة والمتعرجة والمتشعبة...
تظنها بداية جديدة...
فتجد نفسك تعود معها للمكان نفسه...
مثل شوارع جاردن سيتي الدائرية...
وشوارع الزمالك المتشابهة...
واهما تستيقظ من حلم فتدخل في حلم آخر... تظن انك في يوتوبيا وأنت في الحارة لم تغادرها... وأنت لم تر يوتوبيا... لم تر إلا رضا... ربما هي لم ترك...
بورخيس...
سترى نفسك في النهر الذي لم تنزله... سترى حدائق وكواكب وصفحات لم تنشر من قاموس لَم يكتب...
بورخيس...
هذه هي الدقاىق الأخيرة من العام...
ستقول لي إنه بدأ في مكان آخر...
ستقول لي بعض الأعوام تعود بالإنسانية للخلف...
ستقول لي رضا هي نفسها بثينة...
وأن حديقة الأسماك مسافة رائعة ظهرت بطريق الخطأ عندما لمست مفتاحا ضائعا من لوحة لاب قديم.
رضا لم تحب بورخيس لأنه لم يحقق لها واقعا تمنته ولا فتح لها أبواب يوتوبيا خيالية بكلمة حب مجانية... لقد تركها في منتصف المسافة تبكي حلما بعين وتتابع دروس الأولاد الذين سيهاجرون ويتركونها بالعين الأخري.
لا يحب بورخيس إلا السارحون في دهاليز الوقت الضائع... تطردهم الكواكب من مجرات الخيال التي تشبه تلك المجرة التي لم تبرح طفولتنا العجوز.
Sign into Goodreads to see if any of your friends have read
قصص.
Sign In »
Reading Progress
Finished Reading
December 20, 2018
–
Started Reading
December 23, 2018
– Shelved
December 23, 2018
– Shelved as:
to-read
December 31, 2018
–
Finished Reading
Comments Showing 1-19 of 19 (19 new)
date
newest »

message 1:
by
Mounir
(new)
-
added it
Jan 01, 2019 02:00AM

reply
|
flag

شرف لي أن تنال إعجابك يا أستاذ منير
أحيانا لا نستطيع أن نعبّر عن تذوقنا للفن ألا بدرجة - على قدنا - من الفن
وغالبا ما أستمتع بالوقت الجميل في صحبة مراجعاتك القيمة

لأن لديك روح الشاعر رأيتها قصيدة... في غاية الامتنان لكرمك

اكتفى بضرب الأفكار في رأسه والجري في كواكب الخيال
بالمناسبة نجيب محفوظ لعب كرة في المدرسة وأظن أنه كان زملكاويا

لانها اعجبتني رغم انني لم افهم شئ و هذا بظبط احساسي مع هاروك.
مجهود جميل
ملاحظة اكتشفت ان اسمك نصر.😁.
كنت اظن ان نصربارموشي اسم كامل متنكر للفتاة.

ويمكن أن تحاول اكتشاف جدة الإبداع بشكل مواز.
إننا جميعا نشارك المبدعين في تجاربهم، لأنهم يعبرون عنا بعمق وجمال في كثير من الأحيان.

شرف لي أن تنال إعجابك يا أستاذ منير
أحيانا لا نستطيع أن نعبّر عن تذوقنا للفن ألا بدرجة - على قدنا - من الفن
وغالبا ما أستمتع بالوقت الجميل في صحبة مراجعاتك ..."
شكرا جزيلا لك يا أستاذ نصر
والحقيقة ان مراجعاتك للكتب هي قطع أدبية جميلة في حد ذاتها

شكراً استاذنا"
في غاية الشكر لتقديرك وتعبيرك النبيل

رأينا فيها بورخيس من منظورين مختلفين، (ثراء)، كما رأينا شخصيات أخرى يتجاذبها الواقع والخيال في قصة الناقد الموازية
تحية لك أستاذ نصر برشومي


تستمد المراجعة معناها من قارئها فشكرا لمطالعتك
